رِهان البُعد ... على لسان إمرأة
جاء مُقبلاً وفي يدهُ باقة ورد
رأيت كل شىء بلون الزهور على يمينهُ
وعلى يسارهُ تمنيت لو أن بيننا وبين الدُنيا سَد
ودعني مُنذ شَهر بدمعة عين
والأن يلتقيني بنفس ذات العينين
مملؤة بفرحة وضيائِها من حنين
عانقني بلهفة غريب قد عاد لوطنُه
وقبلني قُبلة شوق حتى أسكرني .
إلى الأن لم يتفوه بكلمة واحدة
إلى الأن مُتفرغ في تبديد وحشتُهَ إلي
وأنا لستُ في عَجلة من أمري
فما زال الليل في أولهُ
وما زال الخَجل يُحمِر الخَد
فلي معهُ حديثُ طويل
عَن وَحشتي وكثيراً من التفاصيل
سأروي لهُ قصة الفؤاد كيف أذابهُ الحنين
وكيف إحترق القلب شوقاً لهُ في غيابُه
ثلاثين يوماً أعدهُم وتَعدهُم معي كل جوارحي
ثلاثين يوماً كَـ عُمر الدهر بأكمِلِه
صاحبت فيهُم القَمر وسامرت النجوم
بعدما إستل الغياب سيفهُ
مُنذ إنقضاء الساعة الأولى
وإحتبس شوقي إليه
ما بين يسار صدري وضلوعي
كان بُعدة إختبار لكلينا
ومن نار البِعاد نَحنُ الإثنين قد إكتوينا
لا يعلم أني مِتُ في غيابهُ ثلاثين مرة
وقَبلت صوره التي تَسكُن كل الحوائط ألف مرة
وتزينت لهُ كـــُــل ليلة
عاد قبل أن أسأله الرجوع
عاد مُستسلماً ظَناً أني قد تَغلبت عليه
لا يعلم أني حاولت أن أكسر الغياب
ثلاثين مرة قبل أن يعود هو إلي
هو ليس حبيبي بل هو كُل ما يكون حبيبي
هو اللحن الجميل الذي أنام على نغماتُه كل ليلة
هو الربيع حِين يلون الدُنيا بلونه الأخضر
وأنا بدونُه زهرة يَنقُصها حنان من غرسها
أنا من دونهُ كـ ليل بهيم ينقصهُ النجوم
وكـ بدر برغم إكتمالهُ لا يُضىء
ها أنت قد عُدت يا نبض فؤادي
وها هي الدُنيا تبتسم لي من جديد
لا تُراهن بعد اليوم على غياب
فنحنُ يا حبيبي في الأقدار لا نشاء