وما زالت إلا الأن تسألني
متى أحببتني وكيف أحببتني ؟
ولما أنا دوناً عن كل النساء قد أحببتني ؟
صمت كثيراً بعد أن وجهت لي هذا السؤال
إلى أن أقلقها هذا الصمت
وظنت أني أجهل الإجابة عليه
وظنت حتماً أني أُفكِر بما قد أٌجيبهَا
لكني في الحقيقة لم أجد لهُ إجابة مُطلقاً
لم أستطيع أن أجيب على ما لا إجابة له
فكيف لي أن أشرح شُعور طفل
بالفطرة خُلق يشعُر بدفء أمهُ فيُميزها
وكيف لي أن أصف شُعور البرق والرعد حين يلتقيان
فيولد من صُلبهُما قطرة غيث
كيف سيدتي أن أشرح لكِ
العِشق بين النهار والليل
وعلاقة النجوم بمدارات الكون
وكيف تكون المشاعر حُبلىَ
من الحنين في دقيقتين !!!
فأعذٌريني حبيبتي إن تَمتمت
فسؤالِك أصعب من مٌعادلة كيمياء
ومن مسألة حساب فيها جمع وطرح وضرب وجَذر .
أستطيع فقط حبيبتي أن أخبرك
بشعور الفلاح حين يجمع حصاد جنتهُ
فأنا رجل ريفي والخُضرة والماء عندي
هُما أجمل ما خلق ربي إلا بعد أن عرفتك فأصبحتِ أنتِ ثالثهُما .
لا يا حبيبتي لا تسأليني هذا السؤال مُجدداً
حتى أستوعب دهشتي بأني قد ظَفرت بكِ
حتى أدرس بتأني جميع مواد هواكِ
وأتعلم لُغة فاهِك البنفسجي
وأفك رموز تلك التنهيدة التي تَخرج مِنه
والتي هي للأن عندي أصعب من اللوغاريتمات .
لكِ الحق في السؤال بطريقتك
ولي الحق فالإجابة بطريقتي فدعيني أولاً
دعيني أسافر كُل ليلة في أفكارِك
وأستقل تعجُبِك في رحلتي
ما بين ظنونكِ ودَهشتِك .
دعيني أعزف أنغام المونامور
وأقرأها من نوتة بَسمتِك
دعيني أقطُف الخوخ من فوق وجنتيكِ
وألملم ثمار الكرز من فوق شِفاهِك
وإن غلبني النُعاس إمنحيني غفوة على راحة كفيكِ
وغطيني إن شئتي بأهدابِك
وعامليني من الأن حبيبتي
مُعاملة الطفل الذي فاجئتيهِ بملاين الهدايا .
إن الأقدار حبيبتي تختار حين تٌقرِر
والحب يَسكُن القلوب مرة في العُمر
والشوق كافر مثل الجوع
لكنهُ عادل في توزيع الظُلم .
فدعينا أولاً نتفقه في أحاديث العِشق
ولا تعاودي سؤالي مُجدداً
إلا بعد أن يكون بيننا ميثاقاً غليظاً
وبعد أن أُنجب مِنكِ أول طِفل